قرية الحرية

 الفكر والقابليات العشر 13401710

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

قرية الحرية

 الفكر والقابليات العشر 13401710

قرية الحرية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع قرية الحرية الالكتروني لكل ما هو جديد

.

تصويت

ما تقيمك للمنتدى

 
 
 
 

استعرض النتائج



 الفكر والقابليات العشر Dd10

لعبة x or o



 الفكر والقابليات العشر 166

.: عدد زوار المنتدى :.


    الفكر والقابليات العشر

    عمار
    عمار
    مشرف
    مشرف


    سوريا

    المدينة : قرية الحرية

    ذكر عدد المساهمات : 970

    نقاط : 28186

    العمل/الترفيه : الشطرنج

     الفكر والقابليات العشر Empty الفكر والقابليات العشر

    مُساهمة من طرف عمار 2011-08-16, 11:09 am

     الفكر والقابليات العشر PENSAMIENTO2



    عندما تدخل المعلومة إلى الجهاز العقلي أو تنبت الفكرة فيه ، فإنها تسير
    في أحد مسارين ؛ فالأول : أنها تحفظ كما أتت دون تغيير ، والثاني : أنها
    تعالج بأي نوع من أنواع المعالجة ، وهذه المعالجة = تسمى فكرًا ، وهذا
    الفكر هو الذي يمثل الإنسان ، ويتفاوت الناس في فكرهم حسب تفاوتهم في
    معالجة معلوماتهم وأفكارهم ، وبما أنّ هذا الفكر : بشري المولد والنشأة ؛
    فيعتريه من النقص والقصور والعجز ما يعتري المخلوق الإنساني ككل ، وهاهنا
    عرض لجملة من القابليات للفكر الإنساني ، وسأجتهد أن تكون هذه القابليات
    خاصة بالفكر الإنساني فقط !




    الأولى : القابلية للتعديل




    نظرًا لقصر المساحة التي ينظر منها وإليها العقل البشري ، فإنه يعتري
    نظرته الكثير من القصور والنقص ، وحين يقوم بتدوين هذه النظرة كفكر مكتوب ؛
    تبدأ مباشرة عمليات التعديل على هذا الفكر من العقول الأخرى كي يكون أكثر
    شمولية وإحاطة ، ولن تقف هذه التعديلات مادامت العقول في عملية تفكير
    مستمرة ، ولربما انتهى المطاف بتغيير الأساس !




    الثانية : القابلية للرفض




    عندما تكون النظرة المدونة للفكر البشري مخالفة أو مصادمة لحقيقة الواقع ،
    أو لا تتوافق مع طبيعة النفس البشرية ؛ فسيكون الرفض حليفها والرد مصيرها ،
    وهذه نتيجة طبيعية لكل فكر لا يتفهم ولا يراعي ولا يتماشى مع الطبائع كما
    هي ، فلربما ترى فكرًا منظرًا ليس له مكان على أرض الواقع .




    الثالثة : القابلية للتحريف




    الحفظ خاصية امتاز بها النص السماوي دون غيره ، لذا كان وسيكون كل شيء
    غيره قابلًا للتحريف ، وهذه التحريفات مما يتعذر كشفها لكل أحد ، ويعز
    ظهورها لكل شخص ، وما أكثر ما تجد تنظيرًا كثيرًا ، ونقاشًا طويلًا : بُني
    على فكر محرف ، وتكثر هذه القابلية عندما تقل الديانة وتروج سلعة الخيانة .




    الرابعة : القابلية للتبديل




    عندما يتفاعل الفكر مع مرحلة من مراحل التاريخ البشري ؛ ينتج الكثير من
    الفكر والأفكار المناسبة لهذه المرحلة ، وعندما تموت عوامل نشأة هذا الفكر
    وتندثر ، فإن هذا النتاج يكون غير قابل للعمل به ؛ مما يضطر أصحاب الفكر
    والشأن أن يقوموا بتبديله بفكر آخر يناسب ما هم عليه من شأن ، وهذه طبيعة
    الفكر البشري ، له ميلاد يعقبه قوة يختمها ممات .




    الخامسة : القابلية للتعقيد




    عندما يُكثر العقل من الحِجَاج ، ويتوالد الفكر عبر اللِجاج ، قد تتعقد
    الأفكار ، وكلما ازداد تعقيد المعقد : استغلقت الفكرة ، فيكون فتحها عسيرًا
    جدًا على الكثرة الكاثرة من الناس ، وعندما يدمن صاحب الفكر المعقد هذه
    الطرق ، تصبح له عادة وطريقة لا يرى تعقيدها ، ولا يلمس استغلاقها ، فإذا
    كان الفكر كذلك : يصبح انتشاره مرهونًا بفتح مغاليقه ، وحيث أنّ هذا متعذر
    على كثيرين ؛ فإن رواد هذا الفكر قلة قليلة ، لا أثر فعلي لهم ، ولا حضور
    واقعي لفكرهم .




    السادسة : القابلية للانحطاط




    عندما يكون الدافع للتفكير : سيئًا ، والمحرك للإنشاء : رديئًا = تولد
    النتائج الدنية ، وتزدهر الأفكار الوضيعة ، فقد تجد فكرًا ينظّر له أصحابه
    ويُسوق له رواده ، بيد أنّ سيرته ونظرته وغايته ورايته وآلته وعاقبته :
    منحطة !




    السابعة : القابلية للتلفيق




    عندما يعتري الفكر ضعفًا : تصبح الثغرات ظاهرة ، لذا يلجأ بعض أصحابه إلى
    تطبيق منهج التلفيق الفكري ، فيرقع بفكرة من هنا ، وأخرى من هناك ، لينتج
    ثوبًا فكريًا مرقعًا ، وهذا التلفيق يُضعف النتاج المنتظر من هذا الفكر ،
    ويُضعف الأساس الذي بني عليه أيضًا ، فيخرج لنا فكرًا مهلهلًا غير متماسك .




    الثامنة : القابلية للحذف




    عندما يصدر أي منتج فكري بشري : يكون مقولبًا حسب منتِجه وبيئة نتاجه ،
    فإذا أُريد تعميمه أو نقله أو فرضه على الواقع ؛ قد تظهر بعض الأمور غير
    المناسبة ، فيكون حذف أجزاء منه : خيارًا مهمًا لاستمراره ، وهذا الحذف قد
    يذهب بلب الفكر وقد لا يذهب ؛ المهم أنه تعرضه للتشذيب لازم من لوازم
    البقاء.




    التاسعة : القابلية للغموض




    الوضوح من أساسيات التواصل الإنساني ، وعندما يعتري الفكر غموضًا ،
    ويكتنفه عدم وضوح ؛ فإنه لن يصل ، وربما قد يصل منه ما لم يكن من منظريه
    على بال ، وهذه ضريبة من ضرائب الغموض ، حيث أنها تجعل التفسير حسب المتلقي
    لا حسب المرسل ، وحين يكون ذلك كذلك ؛ فليس للفكر رسالة يسعى لها !




    العاشرة : القابلية للتضخيم




    عندما يتكأ الفكر على عاطفة ، أو يستند على غاية ناقصة ، وهو ضعف الحجة ،
    قصير المحجة : فإنه يميل إلى التضخيم والتهويل ؛ ليسد نقصًا يعتريه ، ويغطي
    ضعفًا يحتويه ، ومن المفارقات أن هذا التضخيم قد يكون سببَ قبولٍ عند قوم ،
    وسببَ ردٍ عند قوم آخرين .




    وقبل الختام أقول : إنّ القابليات كثيرة ، كالتطوير والتصحيح والتهويم
    والتضليل والتزييف والتهوين والتغيير والعدم والضعف والنقص والحشو وغيرها ،
    لذا سأتوقف هنا متحاشيًا الإطالة ؛ لأعرج على نقطة مهمة ، وهي أن هذه
    القابليات للفكر الإنساني تجعلك تفكر مليًا قبل أن تسند عقلك إلى أحد منها ،
    بل إن لسان حال هذه القابليات يقول لك بصوت جَهوري : إيّاك والتسليم للفكر
    الإنساني ، فهو ناقص مهما كثر ، وقصير مهما طال ، وضيق مهما اتسع ، فاجعل
    قياد عقلك وسياج فكرك للنصوص الشرعية ، منها ينطلق وإليها يعود ، فهذه
    النصوص منطلقة ممن خلقك وخلق عقلك وكونك وطبيعتك ، جعلك الله ممن يُسلّمون
    بها تسليمًا ، ولا يجدون في أنفسهم حرجًا منها ، وليس في هذا دعوة لرفض
    الاستفادة من نتاج الفكر الإنساني ، وإنما هي دعوة لرفض التسليم له ، ووضعه
    في مكانه الصحيح دون أن يزاحم أو يقارن أو يصادم النصوص .





      الوقت/التاريخ الآن هو 2024-05-12, 4:25 pm